وما أفلت تلك الشمس التي أطلت على مدينة قم بعد سبعة عشر يوما من بزوغها فيها إلا لتشرق من جديد ، وليكون مثواها موئلا وملاذا ومطافا ، ولتصبح السيدة فاطمة ع علامة تحول في تاريخ هذه البلدة وأهلها ، ويكون حرمها مصدر خير وبركة للعالمين .
لقد أصبح مرقدها ملاذا للمؤمنين، ومزارا للصالحين على مر السنين ،حتى دفن في روضتها المئات من الفقهاء والعلماء والمجتهدين، وتناثر حول حرمها الرواة والثقات وحملة الدين والسادة العلويون، فكانت كالشمس في سماء العلم والفضيلة والطهارة، يدور حولها كواكب الرواة والثقات، وأنجم الفقهاء والصالحين، وتشع أنوارها لتُحي هذه البلاد بنور العلم والإيمان والولاء، وقد كان من دأب فطاحل العلم ورجال الدين على مر العصور أن يزوروها، ويتبركوا بمرقدها، ويستشفعوا بها عند الله تعالى، حتى كان من دأب جملة من الصالحين والأولياء زيارتها في كل يوم.