بعد ما استدعا المأمون العباسي الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام من المدينة المنورة إلى “مرو” ليسلّمه ولاية العهد سنة 200هـ، عزمت أخته العلوية الطاهرة فاطمة المعصومة على معرفة مكانه وأحواله لانها لم تعد تصبر على فراق اخيها وذلك بعد مضي عام من الفراق.
وصلت فاطمة المعصومة إلى مدينة ساوة التي تبعد عن قُم حوالي 80 كم فمرضت هناك مرضاً شديداً فأمرت الظعن بان يتوجهوا إلى المدينة فعند ما وصلوا إلى مشارفها وعلِم أهل قُم بقدوم فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، احتفى بها أجمعهم من العلماء والأشراف وأعيان المدينة ووجهاؤها لكي ينالوا على شرف إكرام هذه النبعة العلوية والبضعة النبوية.
فكان قدوم فاطمة المعصومة اخت الرضا عليها السلام الى قم السبب الرئيس في إرساء دعائم هذه المدينة على التشيّع وحب آل البيت عليهم السلام حتى اصبحت “عُشّ آل محمد” ومركزاً مهماً من مراكز الحضارة الإسلامية في التأريخ حين أصبحت مرجعاً عاماً للشيعة ومقراً لكبارعلمائهم من الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس حوزة قم العلمية وصولا الى مفجر الثورة الاسلامية الإمام الخميني الراحل.
فقُم عُشّ آل محمد وبعد أن تشرفت بعطر النبوة ونفحة الإمامة لم يخل من الزائرين ومحبي آل البيت عليهم السلام المتقاطرين من انحاء العالم وها هي العتبة المعصومية المقدسة تشخص في قم كالشمس تحيط به هالات القداسة وتشمخ فيه المنائر والقبب.