دلائل إمامته
توفي الإمام العسكري(ع) وللمهدي (ع) خمس سنين. وللشيعة الإمامية في إمامته نصوص كثيرة من النبي (ص) وأئمة أهل البيت، كما استدلّ المفسرون الشيعة ببعض الآيات القرآنية المرتبطة بهذا الموضوع. وقد ذكر الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد شطراً من هذه النصوص. ومنها:

الروايات
روي عن النبي (ص) قوله مخاطباً الحسينعليه السلام: «أنت سيّد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام، أنت حجة ابن حجة، أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم».

وعن الإمام الباقر عليه السلام: «ولد الحسين عليه السلام تسعة أئمة، تاسعهم القائم».

وذكر أحمد بن إسحاق الأشعري قال: دخلتُ علي أبي محمد الحسن بن علي العسكري وأنا أريد أن أسأله عن الخَلَف من بعده، فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق إن اللّه‏ تبارك وتعالى لم يُخل الأرضَ منذ خلق آدم ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجةِ اللّه‏ على خلقه … فقلت له: يا ابن رسول اللّه فمن الخليفةُ والإمامُ بعدك؟ فنهض مسرعاً فدخل البيت ثم خرج على عاتقه غلامٌ كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، وقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على اللّه وعلى حججه ما عرضتُ عليك ابني هذا، إنه سميُّ رسول اللّه صلي‌الله‌عليه‌ وآله وكَنيُّه الذي يملأُ الارض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً. يا أحمد بن إسحاق مَثَلُه في هذه الأمة مَثَل الخضر ومَثلُه مثل ذي القرنَين، واللّه ليغيبنَّ غيبةً لاينجو من الهلكة فيها إلا من ثبَّته اللّه على القول بإمامتهم ووفَّقه للدعاء بتعجيل الفرج. قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامةٍ يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام بلسان عربيّ فصيح فقال: أنا بقية الله‏ في أرضه والمنتقمُ من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق.

القرآن
مقالة مفصلة: آيات ذات صلة بالإمام المهدي (عج)
ورد في تفسير بعض الآيات القرآنية مباحث مرتبطة بـالقضية المهدوية كـالظهور، وقيام الإمام المهدي (ع)، ودولة الإمام المهدي (عج)، وعدّ هذه الآيات 500 آية، واستند في تفسيرها وتأويلها بروايات عن أهل البيت (ع). وقد خصّ العلامة المجلسي في المجلد 51 من كتابه بحار الأنوار فصلا بهذه الآيات سماه «باب الآيات المُؤَوَّلَةِ بقيامِ القائم» وقد جمع فيه 77 آية ضمن 66 حدیثا حول دولة الإمام المهدي (ع).

فترة إمامته
تصدى المهدي (ع) للإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام العسكري (ع) سنة 260 هـ وتستمر إمامته إلى مابعد ظهوره في آخر الزمان[بحاجة لمصدر]

حيرة الشيعة في معرفة إمامهم

اسم الإمام الحسن العسكري (الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت) في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة
شكلت وفاة الحسن العسكري في سنة 260 هـ، منعطفاً هاما في تاريخ الإمامية، حيث كان هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت، وهو لم يُطلع الجميع عن ولادة مولود له سماه محمداً، ولم يُعين من بعده إماماً في أنظار العموم.[بحاجة لمصدر]

وقد احتارت بعض المجتمعات الشيعية بوفاة الإمام العسكري الذي أخفى مولد ابنه حتى من أخيه جعفر الكذاب، وكان جعفر قد ادعى الإمامة بعد استشهاد أخيه، إلا أنه مات بعده، وأطلق علمائهم على تلك الآونة فترة الحيرة، غير أن الاعتقاد بولادة المهدي وبقائه سرعان ما تحول إلى عقيدة راسخة عند الإمامية، حتى طال علماء غيرهم.

الغيبة

مقالة مفصلة: غيبة الإمام المهدي
لقد صرّحت روايات انعكست في كتب الإمامية كما في كتاب الغيبة للنعماني[21] أن للمهدي غيبتان إحداهما أطول من الأخرى. أما القصرى فكانت منذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته، وأما الطولى فهي بعدها وفي آخرها يقوم بالسيف.

الغيبة الصغرى

مقالات مفصلة: الغيبة الصغرى النيابة الخاصة
أتت غيبة الإمام عقب مرحلة ناب فيها عنه مندوبون، حيث أن غيبته لم تكن لتحدث دون تمهيد وتهيئة لانقطاع الرعاية المباشرة، وهي ما يُعبَّر عنها بالغيبة الصغرى التي كان المهدي فيها على صلة بشؤون الأمّة عبر وكلاء خاصين، وهم السفراء الأربعة:

1 – عثمان بن سعيد العَمري.

2 – أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري.

3 – أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي.

4 – علي بن محمد السمري.

وقد مارس هؤلاء الأربعة مهام النيابة بالترتيب المذكور، وكلمّا مات أحدهم خلّفه الآخر الذي يليه بتعيين من الإمام المهديعجل الله تعالى فرجه. وكان النائب يتصل بالشيعة ويحمل أسئلتهم إلى الامام ويعرض مشاكلهم عليه، ويحمل إليهم أجوبته الشفهية أحياناً والتحريرية في كثير من الأحيان. وكان أبو الحسن علي بن محمد السمري هو آخر النواب، وقد أعلن عن انتهاء مرحلة الغيبة الصغرى وابتداء الغيبة الكبرى قبل ستة أيام من وفاته حيث أخرج للمؤمنين توقيعاً من الإمام المهديعجل الله تعالى فرجه.png جاء فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، ياعلي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة.

الغيبة الكبري

مقالات مفصلة: الغيبة الكبرى النيابة العامة
بدأت الغيبة الكبرى بعد وفاة السفير الرابع سنة 328 هـ أو 329 هـ، وتقلّد الفقهاء من رواة أحاديث أهل البيت المرجعية والنيابة العامّة عن الإمام، وفي هذه الغيبة ذكرت المصادر للإمام عدّة مراسلات عُرفت بتوقيعات الناحية المقدسة مع عيون العلماء والمتقين من أعلام الشيعة، من ذلك ما جرى بينه وبين العالم الكبير الشيخ المفيد (338 – 413 هـ)، كما تواترت الأخبار بالتقائه واجتماعه مع كوكبة من المؤمنين الصالحين. منهم:

الميرزا النائيني[
السيد بن طاووس
إبراهيم الكفعمي
محمد تقي المجلسي
أبو الحسن الشعراني
الحر العاملي
المقدس الأردبيلي
ميرزا محمد الإسترآبادي
الشهيد الثاني
السيد محمد مهدي بحر العلوم
السيد نعمت الله الجزائري
الشيخ مرتضى الأنصاري.