وهي من أهم وأبرز الحوزات الشيعية ويعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الثاني على أثر هجرة الأشعريين إليها، وقد تألق نجم الحوزة القمية بعد الغيبة الكبرى في القرنين الثالث والرابع الهجريين؛ إلا أن حركتها العلمية ضعفت بظهور مدرستي الري وبغداد في القرن الخامس الهجري، ووصلت إلى مرحلة الانحلال والاندثار بعد هجوم المغول سنة 621 هـ ق. وبقيت حالة الركود هي السائدة في المدرسة القمية حتى قدوم الشيخ عبد الكريم الحائري سنة 1300 شمسي[1921م] حيث تمكن من إحيائها وإنشاء مدرسة علمية جديدة، وكان لقدوم السيد البروجردي بعد ذلك الدور الكبير في انتعاش المدرسة القمية حيث بلغت الذورة في عطائها وأصبحت في مصاف أهم الحوزات العلمية حينها. ثم جاء دور الثورة الإسلامية لترفع من مكانة الحوزة القميّة على مستوى المناهج والتنظيم واستقطاب الكثير من الطلاب من شتى بلدان العالم فضلاً عن وجود شخصيات علمية ومراجع تقليد كبار بذلوا جهوداً جبارة في دعم الحركة العلمية وإنشاء جيل كبير من خيار العلماء وتربية الكثير من المحققين والباحثين في شتى العلوم العقلية والنقلية.