سابقتها


أرجع بعض المؤرّخين قِدمَ هذه المدينة إلى ما قبل الاسلام. واعتقد رومن جير ولوي واندنبرغ أنّ قم من أقدم الأماكن التي سكنها الانسان في هضبة ايران.
يعتقد السيد مستوفي أنّ من بنى مدينة قم هو طهمورث، ويعزز من هذا الرأي فتح هذه المدينة على يد المسلمين. ورأى اليعقوبي أنّ نشوء هذه المدينة تعود إلى ما قبل دخول الاسلام إليها.

بعد الاسلام


بعد الهزيمة التي مُنيَ بها الساسانيون على يد المسلمين، خرجت مدينة قم من سيطرتهم كباقي المدن في إيران. ذكر أكثر المؤرّخين بأنّ فتح قم وقع في عام الـ 23 الهجري على يد أبي موسى الأشعري.وأوردت بعض التقارير أنّ فاتح قم هو مالك بن عامر الأشعري وقال بعض أن الأحنف بن قيس هو من فتح هذه المدينة. كما يذكر أن الخطّاب بن الأسدي قَدِم في عام 67 الهجري إلى منطقة جمكران قم وبنى فيها مسجداً.
قدوم الشيعة إليها
كان الناس في مدينة قم يدينون بدين الزرادشتية (المجوسية). ومع أنّ قم خضعت لسيطرة المسلمين في السنين الأولى للفتوحات الاسلامية لكنّها احتفظت بدينها القديم، وبعد ما دخل إليها الأشعريون وبلّغوا الاسلام فيها تقبّل أهلها الإسلام دون إكراه.
ولو أنّنا نفتقد إلى خبر دقيق عن المذهب الذي كانوا عليه أولى المهاجرين الأشعريين إلى قم آنذاك، لكنّ مشاركة سائب بن مالك الأشعري في قيام المختار ومعارضة ولده محمد بن سائب للحجاج يبيّن لنا أنهم كانوا على مذهب أهل البيت عليهم السلام. وتقوّي هذه النظرية العلاقة الوطيدة لأبنائهم والأجيال المنحدرة منهم مع الأئمة المعصومين (ع).
كانت قم هي أوّل مدينة أعلنت تشيّعها في ايران، وأنّ أوّل شخصٍ أعلن عن تشيّع قبيلته وروّج لذلك جهاراً كان موسى بن عبد الله بن سعد الأشعري.

جذور شيعة قم


هجرة الأشعريون إليها
الأشعريون هم قبيلة ذو أصلٍ يمني دخلوا الاسلام في عهد النبي الاكرم محمد (ص) وأقاموا فيالكوفة في زمن الخلفاء وهاجروا إلى قم عام 85 للهجرة. كانت هجرة الأشعريون منعطفاً تأريخيٌاً لقم، حيث دخول الأشعريون إلى قم هي مقدمة لتغلغل الشيعة فيها وأعقبته تشيّع ايران كلّها انطلاقاً من هذه المدينة.
بعد أن أخفق المختار بقيامه وقُتل سائب بن مالك الأشعري، بالإضافة إلى قتل محمد بن سائب على يد الحجاج بن يوسف، هاجر الأشعريون من الكوفة وانسابوا في مختلف أرجاء ايران، وهاجر اثنان منهم هما الأحوص وعبد الله -إبنا سعد بن مالك الأشعري- إلى قم، واستقبلهم يزدان فادار، كبرى شخصيات ضواحي قم، وطلب منهما أن يقيما في هذه المدينة.
تواجد آل أبي طالب وحرم السيدة المعصومة
بعد أن أقام الأشعريون بمدينة قم وأحكموا فيها سيطرتهم، أصبحت قم ملاذاً آمناً للشيعة ومحبيهم وأولاد الائمة (ع). خصّص حسن بن محمد القمي في تأريخ قم فصل اشتهر بالطالبية لأسماء أولاد علي بن أبي طالب (ع) الذين هاجروا إلى قم وحواليها وسكنوا فيها. وأورد ناصر الشريعة في تأريخ قم باباً يسمّي أولاد الائمة (ع) الموجودون في قم وفي مقدمتهم فاطمة المعصومة (س).
غادرت السيدة فاطمة المعصومة (س) المدينة المنوّرة متجهة نحو مرو، ولأسباب اعترضت عليها، حالت دون الاستمرار في سفرها وتوقفت في مدينة ساوة ثم توجهت صوب مدينة قم وبعد أن أقامت في قم 17 يوماً وافته المنية ودُفنت فيها. حيث جعل حرمها من قم، ثاني مدينة دينية في ايران وجعل منها أوّل مركز شيعي في هذا البلد . ثم انحدر الكثير من السادة العلويون وأولاد الائمة (ع) إلى قم وحواليها كـ”آوة” و”كاشان” بسبب وجود مقام السيدة معصومة (س).

تواجد الفقهاء ورواة الحديث


التلامذة وأصحاب الائمة وعلماء الشيعة هم أحد أسباب نشر التشيّع في قم، منهم:
• أبو اسحاق القمي:
وبحسب ناصر الشريعة أنّ أبو اسحاق القمي وهو كوفي الأصل وكان من تلامذة يونس بن عبد الرحمن، هو أول من قام بنشر أحاديث الكوفيين في قم.
• زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي:
أورد ناصر الشريعة: أنّ النجاشي في رجاله والعلامة في خلاصته قالا: إنّه كان من الثقات الأجلاء قدراً ومنزلةً وذا مقام رفيع وكان وجيهاً لدى الامام الرضا (ع) وقال الامام (ع) في شأنه: أغدقه الله جل وعلا بواسع رحمته؛ يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً.
• أحمد بن اسحاق:
عرّفه بعض أنّه من طليعة قوافل القميين وقيل أنه روى عن الامامين الجواد والهادي عليهما السلام ومن خواصّ الامام الحسن العسكري (ع) وأنّه شيخ القميين. عدّهالنجاشي ممن مدحه الامام الحجة (عج) في توقيعه المبارك.
• الشيخ الصدوق:
علي بن بابويه القمي المعروف بالصّدوق (المتوفى 381 هـ) هو من ضمن علماء الشيعة وكبارها الذين أقاموا في قم.

المصدر؛ WikiShia